جود..إكس.

تعد دراسات الجدوى أحد العناصر الأساسية التي تساهم في نجاح أي مشروع استثماري، خاصة في الأسواق الديناميكية مثل السوق السعودي. في حين أن فكرة تأسيس مشروع قد تكون مثيرة، إلا أن التفاصيل الدقيقة التي تكمن في عملية إعداد دراسة جدوى شاملة تتطلب معرفة عميقة بالتحديات الاقتصادية، الاجتماعية، والقانونية. من هنا تأتي أهمية الاستعانة بخبير دراسات جدوى. في هذا المقال، سنتعرف على الأسباب التي تجعل من الضروري الاعتماد على خبير في دراسات الجدوى، بالإضافة إلى بعض التجارب من السوق السعودي.

1)         الخبرة والمعرفة المتخصصة

السبب:

إعداد دراسة جدوى يتطلب فهماً عميقاً للسوق المحلي والتوجهات الاقتصادية في المنطقة. يتمكن خبير دراسات الجدوى من تحليل العوامل المالية، التقنية، القانونية، والتسويقية بطريقة مهنية ومدروسة. هؤلاء الخبراء عادةً يمتلكون تجربة عملية ومعرفة متخصصة بالأدوات والأساليب التي تساعد في تحديد جدوى المشروع.

التجربة:

في العديد من المشاريع السعودية، مثل "مشروع مدينة نيوم" أو مشاريع صناعة الطاقة المتجددة، كانت دراسات الجدوى جزءاً أساسياً في اتخاذ قرارات استثمارية هامة. وقد استخدم المستثمرون المحليون والدوليون خبراء دراسات الجدوى لضمان نجاح استثماراتهم في هذه المشاريع الضخمة.

2)        فهم احتياجات السوق المحلي

السبب:

السوق السعودي يتمتع بخصائص فريدة مقارنةً بالأسواق الأخرى. الثقافات المحلية، القيم المجتمعية، وأسلوب الحياة يمكن أن تؤثر بشكل كبير على نجاح أو فشل المشاريع. خبير دراسات الجدوى المحلي يعرف هذه الفروق ويأخذها في الاعتبار أثناء إعداد الدراسة.

التجربة:

على سبيل المثال، في صناعة تجارة التجزئة في السعودية، مثل افتتاح سلسلة متاجر "كارفور"، كان الاستعانة بخبراء دراسات الجدوى أمرًا أساسيًا لفهم احتياجات المستهلك السعودي. فمثل هذه المشاريع تتطلب معرفة دقيقة بالشرائح الاجتماعية المتنوعة وتوجهاتها نحو الإنفاق. لذا، فقد كانت الدراسات المحلية من الخبراء أحد العوامل التي ساعدت في توجيه الاستثمارات بشكل صحيح.

3)        تحليل الجدوى المالية بشكل دقيق

السبب:

إحدى أهم وظائف خبير دراسات الجدوى هي توفير تحليل مالي شامل يتضمن التكاليف المتوقعة، الإيرادات المحتملة، والعوائد على الاستثمار. قد يكون من الصعب على رواد الأعمال غير المتخصصين إجراء تقديرات دقيقة للأرباح أو الخسائر، خاصةً في المشاريع ذات الاستثمار الكبير.

التجربة:

مثال على ذلك هو "مشروع شركة الاتصالات السعودية" (STC)، الذي شهد تطورًا كبيرًا في السنوات الماضية. قبل تنفيذ التوسع في خدمات البيانات والخدمات الرقمية، كانت دراسات الجدوى المالية تعتبر أمرًا بالغ الأهمية لتحديد الجدوى الاقتصادية والمالية لهذا التوسع في السوق السعودي. وكانت هذه الدراسات أحد الأسباب الرئيسة وراء اتخاذ قرارات مدروسة حول خطة التوسع.

4)        تخطيط شامل لكل جوانب المشروع

السبب:

تحتاج دراسة الجدوى إلى تغطية كافة جوانب المشروع، من الجوانب الفنية والتشغيلية إلى الجوانب القانونية والإدارية. خبير دراسات الجدوى يعمل على تنظيم كل هذه الجوانب في تقرير موحد يساعد المستثمرين في تحديد مسار عمل المشروع بأفضل طريقة.

التجربة:

تجربة مشروع "المدينة الرياضية" في الرياض التي كانت قيد الإنشاء منذ عدة سنوات هي مثال آخر. بدأت المملكة بتخطيط هذه المشاريع الكبرى بعد إجراء دراسات جدوى شاملة التي تضمن تحديد الجوانب القانونية (مثل التراخيص)، والتشغيلية (مثل تحديد الموارد والعمالة اللازمة)، والتقنية (مثل البنية التحتية للرياضة). كان الخبراء قادرين على تقديم خارطة طريق دقيقة لتجنب الأخطاء المكلفة.

5)        توفير الوقت والمال

السبب:

إجراء دراسة جدوى بأنفسكم قد يتطلب وقتًا وجهدًا كبيرًا، وقد يؤدي إلى الوقوع في أخطاء مكلفة إذا لم تكن لديك الخبرة الكافية. يساعدك خبير دراسات الجدوى على تجنب هذه الأخطاء من خلال تحديد الفرص والتحديات المحتملة، مما يوفر لك الوقت والمال.

التجربة:

تجربة مشروع "شركة المراعي" - إحدى الشركات السعودية الرائدة في قطاع الأغذية والمشروبات - حيث تم تقديم دراسات جدوى للمشاريع التوسعية في السوق السعودي. استندت الدراسات على تحليل متقن من الخبراء، ما أدى إلى تجنب العديد من المخاطر المرتبطة بالمشاريع الجديدة مثل التوسع في خطوط الإنتاج أو فتح فروع جديدة في مناطق جديدة.

6)        التعامل مع المتطلبات القانونية والتنظيمية

السبب:

السعودية لديها أنظمة وقوانين خاصة تنظم كيفية بدء وتشغيل الأعمال التجارية. خبير دراسات الجدوى على دراية بهذه الأنظمة ويقوم بتوجيه المشروع بما يتوافق مع التشريعات المحلية، مثل التراخيص، الضرائب، والقوانين البيئية.

التجربة:

في مشروع إنشاء "مراكز تسوق ضخمة" في السعودية، مثل "الرياض جاليري" و"مول العرب"، كان الالتزام بالقوانين واللوائح السعودية أمرًا حاسمًا. عند تطوير دراسة جدوى لمثل هذه المشاريع، يتم التأكد من توافق المشروع مع قوانين البناء، البيئة، والاستثمار المحلي.

7)         استشراف المستقبل وتقليل المخاطر

السبب:

أحد الأدوار الرئيسية التي يلعبها خبير دراسات الجدوى هو استشراف المستقبل من خلال تحليل الاتجاهات المستقبلية في السوق. سواء كان ذلك في مجال التكنولوجيا أو الصناعات الثقيلة أو التجارة الإلكترونية، يمكن للخبراء تقديم رؤى مبنية على بيانات دقيقة لتمكين المشاريع من التكيف مع التغيرات المستقبلية.

التجربة:

في قطاع التجارة الإلكترونية في السعودية، حيث ارتفع الاهتمام بالتسوق عبر الإنترنت، كان من المهم للمستثمرين مثل "نون" و"سوق.كوم" أن يثقوا في دراسات جدوى تم إعدادها من قبل خبراء، تساعدهم على مواكبة الاتجاهات المستقبلية وتوجيه استثماراتهم في الاتجاه الصحيح.

الخلاصة:

في السوق السعودي، كما في أي سوق آخر، تعتبر دراسات الجدوى خطوة أساسية قبل بدء أي مشروع. وبينما يمكن أن تكون بعض الجوانب من دراسات الجدوى قابلة للتنفيذ من قبل رواد الأعمال بأنفسهم، إلا أن الاستعانة بخبير في هذا المجال يوفر الكثير من الوقت، المال، والجهد. الخبراء ليسوا فقط مؤهلين لتحليل الأسواق والبيانات المالية، بل أيضًا لتوجيه المستثمرين نحو اتخاذ قرارات استراتيجية مدروسة تعتمد على تحليل شامل لجميع العوامل المؤثرة.